5 - مشكل الماء وظاهرة التصحر في العالم العربي
مقدمـة:
تعتبر إشكالية نقص الماء وظاهرة التصحر من أهم التحديات التي تواجه البلدان العربية.
- فما هي مظاهر مشكلتي الماء والتصحر بالعالم العربي وتفسيراتها؟
- و ما هي مجهودات الدول العربية للحد منها؟
І – توزيع المياه ومشكل الخصاص المائي بالعالم العربي:
1- يختلف توزيع الموارد المائية بالعالم العربي:
تتنوع الموارد المائية بالعالم العربي ما بين موارد تقليدية (سطحية) ومياه جوفية، كما أنها تتوزع بشكل
جغرافي متفاوت حسب مساحتها ونوع مناخها، حيث أن ثلث الموارد المائية تتواجد ببلدان النيل والقرن
الإفريقي، في حين لا تتوفر دول المغرب العربي إلا على حوالي 20%، وتبقى منطقة شبه الجزيرة العربية
أكثر البلدان العربية خصاصا من حيث الثروات المائية (%5.5).
يبرز التفاوت المائي بين الدول العربية أيضا من حيث نصيب الفرد، حيث أن هناك دول في وضعية متوسطة
(1000 متر مكعب للفرد) كالمغرب والعراق والسودان...، في حين أنها لا تتجاوز 164 m3 في السعودية
وليبيا واليمن...
نظرا للتحولات المناخية التي يعرفها العالم العربي وتزايد عدد سكانه، فإنه مهدد بنقص مستمر في هذه الثروة
الحيوية، مما يؤجج الصراع حول الماء خاصة وأن منابعه توجد خارج هذه الدول.
2- تفسير مشكل الخصاص المائي بالعالم العربي:
تتعدد العوامل المسؤولة عن الخصاص المائي بالمنطقة العربية، فهناك الارتفاع المستمر في عدد السكان
مما يؤدي إلى تراجع حصة الفرد من الماء.
تقع أغلب بلدان العالم العربي جنوب المنطقة المعتدلة وكثيرها بمناطق جافة مما يؤثر على كمية التساقطات
وقلة مخزون الموارد المائية الباطنية بالإضافة إلى استخدام تقنيات السقي التقليدية والاستغلال المفرط مما
يساهم في تدهور مستمر للمخزون المائي.
يختلف استعمال المياه بالدول العربية حسب القطاعات الاقتصادية، حيث يستهلك القطاع الفلاحي أكثر من
88% يليه الاستعمال المنزلي ثم القطاع الصناعي.
ІІ – مظاهر التصحر بالعالم العربي وتفسيرها:
1- تتعدد مظاهر التصحر بالمنطقة العربية:
يعتبر التصحر ظاهرة جغرافية ترتبط بالتغيرات المناخية، وهي تشكل خطرا على مستقبل البشرية، حيث تؤدي
إلى تدهور الأراضي الزراعية وتهدد الأمن الغذائي للدول.
من مظاهر التصحر تراجع نسبة المياه السطحية والجوفية وتدهور الغطاء النباتي وقلة خصوبة التربة وتراجع
نسبة ملوحتها.
يعتبر العالم العربي وخاصة دوله الواقعة قرب الصحراء الكبرى أكثر المناطق المهددة بظاهرة التصحر خاصة
بلدان الخليج (68% من الأراضي متصحرة: الكويت، البحرين، السعودية...)، وتبقى دول أخرى مهددة بالتصحر
كالمغرب والعراق ومصر...
2- العوامل المسؤولة عن ظاهرة التصحر:
من بين العوامل المسؤولة عن انتشار ظاهرة التصحرب العالم العربي:
- توالي سنوات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة بفعل التقلبات المناخية المستمرة.
- قلة المصادر المائية السطحية وعد تجدد المياه الباطنية والإفراط في استخدام المياه.
- الاستغلال المفرط للمجال الغابوي عبر الرعي الجائر والحرائق والاجتثاث.
ІІІ – مجهودات الدول العربية لمواجهة مشكل الماء وظاهرة التصحر:
1- الجهود المبذولة لمواجهة الخصاص المائي:
لمواجهة مشكل الخصاص المستمر في الثروة المائية بالعالم العربي تعمل دول المنطقة على إنشاء مشاريع
لتخزين المياه (سياسة السدود بالمغرب) ووقف تسرب البحر لمياه الشرب (النهر الصناعي بليبيا)، كما عمدت
بلدان الخليج إلى إنشاء مصانع لتحلية مياه البحر.
لجأت الدول العربية أيضا لتوعية سكانها بضرورة المحافظة على الثروة المائية والاقتصاد في استغلالها، كما
أدخلت أساليب حديثة في الاستعمال المائي في القطاع الصناعي (تصفية المياه وإعادة استخدامها) وفي القطاع
الفلاحي (السقي بالرش، والري قطرة قطرة).
2- التدابير المتخذة لمواجهة التصحر:
- تدابير تقنية: تشجير الغابات بناء المصدات وتثبيت الكثبان الرملية، إنشاء المحميات الطبيعية.
- تدابير اقتصادية: عقلنة استغلال الأراضي الزراعية والرعوية وترشيد استخدام المياه.
- تدابير اجتماعية: الاهتمام بالمناطق الجافة عبر تنمية التعليم وتوعية السكان بخطورة التصحر.
خاتمـة:
يعتبر مشكل الماء والتصحر من التحديات الكبرى التي يواجهها العالم العربي، مما يحتم اتخاذ
إجراءات متعددة لمواجهتها أهمها التنسيق والتعاون بين دول المنطقة.