- نضال المغرب من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية
مقدمـة:
بعد القضاء على المقاومة المسلحة المغربية، نشأت حركة سياسية تطالب بالإصلاحات تطورت
إلى المطالبة بالاستقلال واستكملت الوحدة الترابية للمملكة.
- فما هي التطورات التي شهدتها الحركة الوطنية؟
- وما هي مراحل استكمال الوحدة الترابية للمغرب؟
І – تطور الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال:
1 ـ الحركة الوطنية والمطالبة بالإصلاحات:
كان إصدار سلطات الحماية الفرنسية "للظهير البربري" يوم 16 ماي 1930 بمثابة انطلاقة لمقاومة وطنية
سلمية تمثلت في تنظيم الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية المنددة بالاستعمار، مما بلور حركة وطنية في المدن
الكبرى تزعمها شباب عملوا على إصدار منابر إعلامية لنشر روح المقاومة بمناطق النفوذ الفرنسي والإسباني.
ظهرت عدة أحزاب سياسية مغربية تطالب بالإصلاحات مثل "كتلة العمل الوطني" التي قدمت برنامجا إصلاحيا
سنة 1934 لسلطات الحماية طالبت فيه بإصلاح الأوضاع الإدارية والاقتصادية والاجتماعية، كما أن حزب
الإصلاح الوطني وجزب الوحدة المغربية ناضلا بالشمال ضد الإسبان لتحسين أوضاع المغاربة.
استعملت الحركة الوطنية كل الوسائل المشروعة للدفاع عن مواقفها ومواجهة السياسة الاستعمارية، كإصدار
الصحف وإنشاء المدارس والمعاهد التربوية والاهتمام باللغة العربية والثقافة الإسلامية مع الدعوة إلى مقاطعة
المنتوجات الاستعمارية، كما تمت الدعوة للاحتفال بعيد العرش لأول سنة 1933 لإظهار تمسك المغاربة بالمؤسسة
الشرعية للسلطان.
2 ـ الحركة الوطنية والمطالبة بالاستقلال:
أدت ظروف انتهاء الحرب العالمية الثانية وإصدار "الميثاق الأطلسي" (1941) الذي نص على حقوق الشعوب
في تقرير مصيرها، بالإضافة إلى عقد "لقاء آنفا" (يناير 1943) بالمغرب واللقاء بين الرئيس الأمريكي روزفلت
والسلطان محمد الخامس الذي عكس الدعم الأمريكي للقضية المغربية إلى تقديم الحركة الوطنية مجسدة في حزب
الاستقلال يوم 11 يناير 1944 لوثيقة المطالبة بالاستقلال مستفيدة من نجاح الحركات الاستقلالية بالمشرق
العربي وآسيا.
ІІ – استقلال المغرب واستكمال الوحدة الترابية:
1 ـ حصول المغرب على الاستقلال:
خلفت زيارة محمد الخامس لطنجة (أبريل 1947)، التي أكد من خلالها على الوحدة الترابية للمغرب وضرورة
استقلاله، بالإضافة إلى رفضه توقيع الظهائر الماسة بسيادة البلاد، انسجاما بين القصر والحركة الوطنية مما دفع
سلطات الحماية الفرنسية على نفي السلطان يوم 20 غشت 1953.
رد الوطنيون على نفي لسلطان محمد الخامس وتعيين محمد بن عرفة مكانه بإعلان ثورة الملك والشعب، فانطلقت
المظاهرات ونظمت الخلايا السرية للمقاومة المسلحة بكل مناطق البلاد، فأدى الكفاح المسلح والنضال السياسي
والعمل النقابي إلى جلوس الإدارة الفرنسية للتفاوض مع الحركة الوطنية التي توجت بعودة محمد الخامس من المنفى
(1955) وحصول المغرب على استقلاله (1956) ووضع حد لنظام الحماية.
2 ـ استكمال الوحدة الترابية:
بعد حصول المغرب على استقلاله سنة 1956، شرع تدريجيا في استكمال وحدته الترابية باستخدام أساليب سلمية
ومقاومة شعبية، وقد تم له استرجاع معظم المناطق المحتلة عبر مراحل:
• 1957: انطلاق مفاوضات استُرجعت من خلالها مدينة طنجة، عبر إنهاء الوضع الدولي الذي كان سائدا بها.
• أبريل 1958: استرجاع مدينة طرفاية بعد مفاوضات مغربية – إسبانية إثر انتفاضة قبائل آيت باعمران.
• مارس 1969: نظمت مفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة بين المغرب وإسبانيا، تم من خلالها استرجاع مدينة
سيدي إيفني.
• نونبر 1975: تنظيم المسيرة الخضراء واسترجاع منطقة الساقية الحمراء.
• غشت 1979: استرجاع منطقة وادي الذهب، بعد تقديم البيعة من طرف وفد صحراوي يمثل سكان المنطقة.
خاتمـة:
رغم تحقيق المغرب لاستقلاله، واستكمال جزء كبير من وحدته الترابية، ما تزال المجهودات
السلمية متواصلة لاسترجاع المناطق المحتلة بسبتة ومليلية والجزر الجعفرية.